طباعة

الرياض 30 ديسمبر 2020م: شهد النصف الثاني من العام الحالي 2020م ارتفاعات متتالية ومفاجئة في أسعار مختلف منتجات الحديد بلغت ذروتها في شهر ديسمبر الحالي الذي سجل ارتفاعاً مثلاً في مسطحات الحديد المسحوب على الساخن تجاوز 100 دولار للطن في شهر واحد. وبلغت أسعار منتجات الحديد الطويلة والمسطحة أعلى مستوى لها منذ عام 2011م متأثرة بعدة عوامل أهمها التحول المُفاجئ لدولة الصين خلال الثلث الثاني من العام الحالي من مُصدّر صافي رئيس لمنتجات الحديد إلى مستورد صافي رئيس للمواد الخام وشبه المصنعة والنهائية، ما أثر على سلاسل إمداد الحديد العالمية. كما وتأثرت إمدادات خام الحديد Iron Ore في الدول المنتجة الرئيسة وعلى رأسها البرازيل المتأثرة بجائحة كورونا بشكل حاد، وتعرض منجم شركة فالي البرازيلية مؤخراً لانهيار أرضي تسبب في مخاوف من نقص المعروض.

وفيما انخفضت صادرات البرازيل من خام الحديد عام 2020 بنسبة 9% مقارنة بالعام الماضي، تستمر مخاوف استمرار تدني إمدادات خام الحديد أيضاً من أستراليا أكبر مُنتجي العالم مع اقتراب موسم الأعاصير السنوي، حيث لوحظ تدني صادراتها للصين المستورد الأكبر تاريخياً وبشكل حاد. وقد ارتفع سعر طن خام الحديد إلى مستوى قياسي بلغ 177 دولار في بداية الأسبوع الرابع من شهر ديسمبر الحالي، ما يعادل ضعف سعره خلال النصف الأول من العام، وذلك قبل أن يعاود التراجع إلى مستوى 162 دولار. وكان سعر طن خام الحديد قد بلغ 87 دولار في شهر مايو بينما بلغ 124 دولار في شهر أوغسطس. كما وصل سعر خردة الحديد Scrap إلى 475 دولاراً بعد أن سجل 250 دولار كمتوسط له في شهر مايو. وارتفع سعر مادة الزنك المستخدمة في طلاء مسطحات الحديد سواء المجلفنة أو الملونة من 1,963 دولار كمتوسط في شهر مايو إلى 2,817 دولار في 24 ديسمبر 2020م بحسب بيانات بورصة لندن للمعادن.

تعتبر دولة الصين أكبر دول العالم إنتاجاً لمنتجات الحديد بنسبة إنتاج بلغت 53% من إجمالي الإنتاج العالمي عام 2019 البالغ 1.870 مليار طن، وصدرت الصين 87.3 مليون طن من منتجات الحديد، بنسبة تقل 30% عما صدرته عام 2016م، بينما احتلت دولة الهند المرتبة الثانية بإنتاج بلغ 6%. ويُشار إلى أن ارتفاع وتيرة الطلب المحلي في كل من الصين والهند في النصف الثاني من العام الحالي 2020م على منتجات الحديد قلص الكميات الموجهة للتصدير بشكل كبير، وزاد من إرباكات سلاسل الإمداد العالمية ما أدى إلى تناقص المعروض وارتفاع الأسعار عالمياً بشكل حاد، إضافة إلى زيادة طول فترة التسليم من 3 شهور لتصل إلى 4-5 شهور.

يُمكن القول بأن أسعار خام الحديد ومنتجات الحديد نصف المصنعة ارتفعت بما يقارب الضعف ما بين شهر مايو وشهر ديسمبر 2020م، ما أثر بشكل واضح على ارتفاع أسعار منتجات الحديد النهائية. وحتى كتابة هذا التقرير، لا تزال الأمور ضبابية لدى اغلب المتعاملين بمنتجات الحديد سواء الصناعيين أو التجار أو المستهلكين تجاه ما ستؤول إليه سلاسل الإمداد العالمية وأسعار منتجات الحديد في الأشهر القادمة. وفيما يرجح البعض استمرار ارتفاع الأسعار حتى نهاية الربع الأول من العام القادم 2021م على أقل تقدير، يرجح آخرون أن إعادة التوازن لسلاسل الإمداد العالمية وتراجع الأسعار لربما سيأخذ وقتاً أطول قد يمتد إلى منتصف العام القادم 2021م.

على الصعيد المحلي بالمملكة، شهدت أسعار منتجات الحديد المحلية سواء الطويلة أو المسطحة ارتفاعات متتالية متأثرة بارتفاع أسعار مُدخلات الإنتاج العالمية، وشح المعروض منها. وقد أكد مختصون محليون أن صناعة الحديد بالمملكة التي احتلت المركز العشرين على مستوى الإنتاج العالمي بحسب تصنيف منظمة الحديد العالمية لعام 2020م، تتمتع بوفرة الطاقات الإنتاجية وقدرتها على تلبية كامل احتياجات السوق المحلية سواء من منتجات الحديد الطويلة أو منتجات الحديد المسطحة.

———————————— نهاية البيان ——————————–

%d مدونون معجبون بهذه: