الرياض 26 فبراير 2019م: صرّح رئيس اللجنة الوطنية لصناعة الحديد المهندس رائد بن عبدالله العجاجي بأن ارتفاع أسعار حديد التسليح التي شهدتها السوق المحلية مؤخراً يعود إلى ارتفاع خام الحديد عالمياً بشكل مفاجئ، والذي جاء نتيجة ظروف طارئة تسببت في انخفاض متوقع لإنتاج شركة “فالي” أكبر مُنتج لخام الحديد في العالم، وذلك بسبب كارثة انهيار سد “برومادينهو” الذي يستخدم لحجز المخلفات من مناجم جيريس جنوب شرق البرازيل، حيث من المتوقع أن تفقد شركة “فالي” بسببه ما قدره 70 مليون طن من خام الحديد عالي الجودة لفترة من الزمن لا أحد يستطيع تقديرها مرحلياً.
وأفاد العجاجي أنه على الصعيد المحلي لا بد من النظر لمثل هذه الأحداث بعين التعقل والتحليل العملي والعلمي والمنطقي من قبل المختصين، وبعيداً عن أصوات تتحدث باتجاهات غالبها غير دقيق، ممكن أن تُسبب أزمات مفتعلة نحن في غنى عنها.
وأضاف أنه بالرغم من أن الارتفاع المحدود الذي طرأ على أسعار منتجات حديد التسليح جاء نتيجة هذه المتغيرات العالمية الطارئة، إلا أنه على الجانب الآخر من المعادلة يجب معرفة أن الاقتصاد العالمي يتعرض إلى حالة انكماش في الطلب على منتجات الحديد عموماً بما فيها حديد التسليح، وأن كارثة انهيار السد وآثارها على ارتفاع أسعار خام الحديد لن تدوم طويلاً، وسرعان ما ستستقر الأمور وتعود إلى طبيعتها.
وعلى الصعيد المحلي، أشار العجاجي إلى أنه لا داعي للقلق مطلقاً حول توفير منتجات حديد التسليح، حيث أكد بأن طاقة مصانع حديد التسليح بالمملكة تبلغ 13 مليون طن سنوياً، في حين أن حجم الطلب والاستهلاك المحلي يقل عن 6 مليون طن سنوياً بحسب إحصاءات العام الماضي 2018م. واستناداً إلى مبدأ العرض والطلب بحد ذاته الذي يعتبر أساس تحديد الأسعار وتوازنها في الأسواق الحرة مثل سوق المملكة، فإنه في ظل وجود هذا الفائض الهائل في الطاقة الإنتاجية المحلية، فإن ذلك سيفرض حالة من التنافس ستحقق التوازن في أسعار البيع تلقائياً، ولن تسمح هذه الحالة لأي طرف بالتلاعب في الأسعار أو رفعها خارج حدود المتغيرات العالمية أو ظروف المنافسة المحلية القوية.
وقال العجاجي أنه لتفادي المغالطات في بعض التصريحات الصحفية الصادرة عن بعض غير المختصين أو غير المؤهلين للتحدث بها، والتي غالباً ما تتسبب في إرباكات وبلابل في السوق، فإنه من الضروري لعموم الصحافة أن تعمل على تطوير الإعلام الصناعي المتخصص ضمن سياق الإعلام الاقتصادي العام، وذلك لضمان نقل الخبر أو المعلومة الصحيحة بعد التحقق منها من مصادرها الموثوقة مثل اللجان الوطنية الصناعية المنبثقة من مجلس الغرف السعودية، والتي تُمثل أغلب الصناعات الرئيسة بالمملكة، ومنها اللجنة الوطنية لصناعة الحديد، فاللجان الوطنية الصناعية يُفترض أنها تشكل أهم المصادر المرجعية للصحافة والصحفيين عندما يتعلق الأمر أو الخبر بصناعة أو منتجات إحداها، وهي الأقدر على تقديم المعلومات الدقيقة والصحيحة.
======== إنتهى =========